صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


«يع» منى زكي  في «أصحاب ولا أعز»

عمرو جلال

السبت، 22 يناير 2022 - 05:39 م

 عندما يمد طفلك الصغير يده ليمسك بشئ ملوث أو قذر من على الأرض على الفور نقول له "يع" أو "كخ" وهي بالمناسبة من كلمات اللغة العربية الفصحى وتستخدم لزجر الصبي عن أمر خاطئ .

ويبدو أن الفنانة منى زكى تحتاج حاليا إلى من يقول لها ذلك بعد أن تصاغرت فنيا و قررت أن تشارك فى عمل ملوث فنيا من انتاج شبكة "نتفليكس".



الفيلم انطلق يوم 20 يناير الماضى تحت اسم "أصحاب ولا أعز" وكان الأسم المناسب للفيلم هو "أصحاب ولا  أع " لأن كل أبطال الفيلم المفترض أنهم أصدقاء العمر يرتكبون أفعال شائنة لا يسعك ألا أن تقول عليها سوى "أع" و "يع"  وكل ما نقوله على تلك الأشياء التي تثير الشعور بالقرف من تلك العلاقات الغير سوية التي اجتمعت جميعها داخل مجموعة صغيرة من الأصدقاء الذين يعيشون في لبنان.

منى زكي تخرج علينا بدور زوجة سكيرة تخون زوجها على مواقع التواصل الاجتماعى وصديقهم الآخر يخون زوجته مع زوجة أعز اصدقائه وابنة الصديقة الأخرى ذات الـ18 عاما تكتشف الأم أنها على علاقة جنسية بشاب آخر وعندما تخبر زوجها بالأمر يرفض الأب تعنيف الابنة بدعوى أنها حرة تفعل ما تشاء واخيرا يظهر علينا صديقهم الشاذ جنسيا ويتم تقديمه  على أساس أنه  ضحية المجتمع العربي الرافض لفكرة شذوذه.

ويتعرض بسببه للظلم والطرد من عمله وسخرية من حوله أما صديقه المصرى"إياد نصار" فيقف الى جانبه ويدعمه .. بالطبع لايخفى على أحد أن نشر ثقافة الشذوذ الجنسي وتقبله  فى المجتمعات البشرية  هو أحد  الأهداف الواضحة لمنصة  "نت فليكس" منذ انطلاقها عام 1997.

العام الماضى صرحت منى زكى أنها اكتشفت انه لا يوجد ما يسمى بـ سينما نظيفة وسينما «مبقعة» وأن هذا المصطلح أطلقه المنتجون وكانت هى صغيرة وقتها واقتنعت به ولكنها اكتشفت بعد ذلك أنه مفهوم خاطئ  مؤكدة أن مصطلح السينما النظيفة عطلها فنيا كثيرا وجعلها ترفض أدوارا جيدة ستكون علامة فارقة في مشوارها.

انتهت تصريحات منى زكي وهى فنانة مميزة بلا شك لكن مشاركتها فى هذا العمل لا أعتقد أنه سيكون علامة فارقة فى مشوارها الفنى بل هى وصمة سيئة لتقديمها عملا فنيا فى اعتقادى هو أسوأ من أفلام المقاولات التى كان يتم إنتاجها وتصويرها في لبنان خلال ستينيات القرن الماضى من أجل المال.

 نحن لا ننتقد منى زكي لأنها تجردت من براءتها المعهودة في أعمالها الفنية السابقة و لا لأنها قدمت الشخصية بجرأة في الصورة وفي الألفاظ ولكن لأن الأفكار الخاطئة و المنبوذة في المجتمع العربي مثل الشذوذ الجنسي وحرية ممارسة الجنس خارج إطار الزواج تم تقديمها فى فيلمها بشكل يدعم ويشجع تلك الأفكار بدلا من إنكارها ونبذها وتلك السينما ليس هنا هدفها تقديم فن راقى أو حل مشكلة ما أو طرح الواقع ولكنها هنا سينما لتغيير الأفكار حول أمور هى مدمرة فى الأساس للمجتمعات البشرية.

معظم  الدول الغربية أصبحت الآن تصرح بمعاناتها من تلك التصرفات المخلة بتوازنها السكانى و الاجتماعي.. كل نجوم السينما العربية عليهم أن يدركوا أن ما يقدمونه من أعمال فنية له  تأثير على شرائح المجتمع المختلفة وكما أن له تأثير ايجابي هناك أيضا تأثير سلبي يخشى منه فكثيرا ما يقدم الفن سلوكيات غير جيدة وعادات غير مرغوب فيها.

وفى الولايات المتحدة مثلا لا يزال يتم نقد النجوم وصناع السينما  فى هوليوود الذين يستمرون حتى الآن فى  تقديم مشاهد تدخين السجائر فى أفلام للشباب لما لها من تأثير ضار على نشر تلك العادة السيئة ويتم التفكير فى فرض عقوبات على هؤلاء.

بالطبع لمنى زكى الحق فى تقديم سينما نظيفة أو "مبقعة" لكن عندما تشارك فى أعمال فنية  هدفها تمرير عادات ملوثة وسيئة والدفاع عنها تحت باب الحرية الفنية هنا يجب أن نقف أمامها ونقول لها  "كخ" يا منى و "يع" يا منى.

[email protected]

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة